كتب رئيس التحرير خالد صادق

ببجاحه وصلف وغرور منقطع النظير تمارس اسرائيل وامريكا سياسة الترهيب والتهديد والوعيد ضد حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في محاولة مستميتة لانتزاع تنازلات لصالح اسرائيل وتحقيق شكل من اشكال الانتصار لها بعد ان وصلت الحكومة الصهيونية الى قناعة بانه لا مفر من الدخول في تهدئة كع فصائل المقاومة الفلسطينية اذا رغبت في استرداد اسراها لدى المقاومة واراحة الجيش الذي يخوض حربا دموية على قطاع غزة منذ اكثر من واحد وعشرين شهرا يركز خلالها على هدفين رئيسيين هما القضاء على حركة حماس ممثلة بفصائل المقاومة الفلسطينية وثانيا اعادة الجنود الصهاينة الاسرى لدى المقاومة الا ان هذان الهدفان لم يتحققا طوال الاشهر الماضية وتريد وترغب اسرائيل في تحقيقهما من خلال المفاوضات الامر الذي يصطدم بموقف المقاومة الراسخ والمتجذر بمنع اسرائيل من تحقيق هذه الاهداف بل وتحاول المقاومة فرض شروطها على الاحتلال برفض كل المبادرات المطروحة والتي فيها تنازلات عن ثوابت حددتها المقاومة لاجل الموافقة على صفقة منقوصة لا تتناسب مع مطالبها وتصب في لصالح الاحتلال.
الغريب ان امريكا تستهجن موقف المقاومة وتنتقده بشدة وتحمل حماس مسؤولية افشال المفاوضات وتهدد وتتوعد بالقضاء عليها خاصة في اعقاب فشل مفاوضات الدوحة التي استمرت لقرابة تسعة عشر يوما مورست خلالها كل انواع الضغط على المفاوض الفلسطيني دون جدوي
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قال إن واشنطن ستدرس الآن خيارات بديلة لإعادة الأسرى بعد رد حركة حماس الذي وصفه بأنه يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة،، معتبرا أن حماس غير منسقة ولا تبدي حسن نية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء.
وعبر المبعوث الأميركي عن أسفه أن تتصرف حماس بهذه الطريقة التي وصفها بالأنانية، مشددا على أن بلاده مصممة على إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة، ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان القطاع. بينما وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداً مباشراً لحركة حماس، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإعادة جثث القتلى، محذراً من "عواقب وخيمة" في حال عدم الامتثال. وقال ترامب مستهينا: "'شالوم حماس' تعني مرحباً ووداعاً – يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وأعيدوا فوراً جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فسينتهي أمركم. فقط الأشخاص المرضى والمنحرفون يحتفظون بالجثث، وأنتم كذلك!".
مؤكدا أنه سيدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه "لإنهاء المهمة"، مضيفاً: "لن يكون أي عضو في حماس بأمان إن لم تفعلوا ما أقول". كما وجه رسالة إلى قيادة الحركة، داعياً إياهم لمغادرة غزة "بينما لا تزال لديهم فرصة". وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد صرح إن حكومته تدرس خيارات بديلة لإعادة الأسرى بالتعاون مع الأميركيين، مشيرا إلى أن ما وصفها بالخيارات البديلة تهدف لإعادة الأسرى وإنهاء حكم حماس وضمان السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة، على حد تعبيره.
مثل هذه التصريحات الاستعلائية توحي بلا ادنى شك ان امريكا واسرائيل يهدفان فقط لاجبار حماس والمقاومة على الاستسلام من خلال سياسة التهديد والوعيد وليس لديهما اي خطة للسلام او انهاء حرب الابادة على قطاع غزة وان القرار اتخذ باصرار لتصفية المقاومة وانهائها تماما لذلك تجد المقاومة ان من واجبها ان تحافظ على وجودها والا تنصاع لمخططات امريكا واسرائيل وتصر على تعهد امريكي واضح وصريح بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة لذلك صعدت اسرائيل من لهجتها وبدأت تهدد بحرب تجويع اكثر ايلاما ونقل المدنيين لمناطق اطلقت عليها زورا وبهتانا اسم مناطق انسانية ومنع الماء والغذاء والدواء وكل اشكال الحياة عمن هم خارج هذه المنطقة الانسانية ظنا منها ان هذا قد يؤدي لاستسلام المقاومة وقبولها بشروط الاحتلال لكن المقاومة لخصت موقفها بتصريحات واضحة لقادتها انها لن تستسلم ولن تخضع مهما كانت العواقب وانها قادرة على الصمود في وجه الاحتلال والادارة الامريكية.